انضم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لعدد من وزرائه بإعلان قلقه من ارتفاع عدد المهاجرين الأفارقة الذين يتسللون إلى إسرائيل عبر سيناء، ووصفهم بـ"الخطر الإستراتيجي".
وأكد نتنياهو أثناء الجلسة الحكومة أمس الأحد ضرورة منع استمرار تسلل الأفارقة عبر سيناء للبلاد محذرا من ارتفاع سريع بعددهم من ستين ألف مهاجر حاليا إلى ستمائة ألف بالمستقبل، وأوضح أن ما وصفه بـ"فيضان" المهاجرين من أفريقيا يهدد الطابع اليهودي لإسرائيل لافتا إلى أن استكمال الجدار الفاصل على الحدود مع مصر سيستغرق نحو العام.
يأتي هذا بينما ارتفعت وتيرة تهديدات المسؤولين الإسرائيليين للمهاجرين الأفارقة في ظل وقوع عمليات سطو واغتصاب نسبت لهم
، حيثقال وزير الداخلية إيلي يشاي اليوم الاثنين إن الحل يكمن بسجنهم وطردهم بعد إعطائهم منحة مالية مقابل مغادرتهم، وتابع "لن نردعهم عن القدوم للبلاد إلا بسجنهم، ولسنا مسؤولين عما يحصل في السودان أو إريتريا".
|
أفارقة يعيشون بقرية كفرمندا بالجليل داخل أراضي 48 (الجزيرة نت) |
وقال الوزير بتصريحات لإذاعة الجيش إنه يرغب بأن يتجول الإسرائيليون بالشوارع بأمان ودون خوف، محذرا من ارتفاع نسبة الزيادة الطبيعية لديهم والتي تهدد "الحلم الصهيوني" بالفناء بينما وصفهم وزير الشرطة يتسحاق أهرونوفيتش في جلسة الحكومة بـ"القنبلة الموقوتة".
كما دعا إفرايم سنيه نائب وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق للاستجابة لطلب إريتريا باستعادة مهاجريها لإسرائيل لتهربهم من الخدمة العسكرية، حتى لو أدى ذلك لانتقادات دولية كالأمم المتحدة التي تحظر إعادتهم حرصا على حياتهم.
وبرر سنيه دعوته عبر القناة العاشرة بالإشارة إلى أن إريتريا دولة هامة جدا لإسرائيل بفعل موقعها الجغرافي، وبالتحذير من احتمال تشكيلهم خطرا أمنيا.
محاولة للتهرب
في المقابل، اعتبرت الناطقة بلسان منتدى حقوق اللاجئين بإسرائيل بوريا غال أن تصريحات المسؤولين محاولة إسرائيلية رسمية للتهرب من مواجهة تفاقم العنف بالبلاد، ومحاولة اختزاله بالأجانب وتحميل المهاجرين الأفارقة مسؤوليته.
وطالبت غال إسرائيل بالالتزام بالمواثيق الدولية والتعامل مع المهاجرين الأفارقة كلاجئين لهم حقوق، مشيرة إلى أنهم يعدون اليوم نحو ستين ألف نسمة ثلثاهم من إريتريا.
وفي السياق نفسه، حذرت جهات حقوقية محلية من تفشي ظاهرة الكراهية المفرطة للأغراب والأجانب بإسرائيل، ومن محاولة تعليق كافة مشاكل العنف واتساع الجريمة على شماعتهم.
يُشار أن المهاجرين الأفارقة وأغلبيتهم من إريتريا والسودان يصلون البلاد بمساعدة مهربين في سيناء، ويقيمون في جنوب تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى داخل أحياء معينة.
|
حاج يحيى: عشرات الأفارقة يتلقون خدمات طبية في عيادات المنظمة مجانا (الجزيرة نت) |
ظروف قاسيةويفضل السودانيون العمل والإقامة داخل قرية عربية بأراضي 48 بدلا من المدن اليهودية، في ظل تراجع فرص العمل من جهة وتفاقم المضايقات العنصرية الإسرائيلية ضدهم.
ففي غرفة واحدة داخل مزرعة بقرية كفرمندا يقيم نحو عشرة من المهاجرين الأفارقة معظمهم من المسلمين غير العرب ويعملون مقابل سبعين دولارا يوميا في الزراعة.
ولا تختلف ظروف السكن السيئة لهؤلاء عن بقية زملائهم بالقرية وخارجها والذين يعملون بالزراعة والخدمات، ويكابدون شروطا صحية واجتماعية قاسية.
ومن أجل تخفيف أعباء الحياة اليومية، يعيش الأفارقة بمجموعات ويتشاركون كلفة السكن والغذاء، كما يؤكد الشاب السوداني آدم (28 عاما) للجزيرة نت مشيرا إلى أن الإقامة بالمدن والقرى العربية داخل أراضي 48 لا تقيهم بالكامل من استغلال أرباب العمل لكنها تحميهم من الاعتداءات والملاحقات التي يشهدونها بالمدن اليهودية.
ويوضح آدم المقيم بقرية كفرمندا أنه وعشرة من زملائه السودانيين يضطرون لتناول الغداء السريع لكنهم يحرصون نهاية الأسبوع على إعداد الطعام المعد من الخضراوات واللحوم أو الفول السوداني.
ويؤكد صلاح حاج يحيى مدير العيادات الطبية بمنظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" الإسرائيلية أن عشرات من المهاجرين الأفارقة يتلقون خدمات طبية بعيادات المنظمة مجانا.
ويوضح حاج يحيى للجزيرة نت أن المنظمة اضطرت لنقل موقعها أربع مرات بالعام الأخير بسبب شكاوى الجيران الإسرائيليين وتذمرهم من كثيرة المراجعين الأفارقة، وتابع "نقدم مختلف أنواع العلاجات للرجال والنساء ونوفر مساعدات نفسية لأن المئات منهن يتعرضن لاعتداءات في طريقهم لإسرائيل".