الباقر الشريف
عدد المساهمات : 3 نقاط : 7 طيبة الشيخ عبدالباقى : 0 تاريخ التسجيل : 31/10/2012
| موضوع: المُريدُ وَمُجالَسَةِ الصَّالِحينَ الأَبرارِ الأربعاء أكتوبر 31, 2012 1:34 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وَلتَكُن لَكَ -أيُّها المُريدُ- عِنايَةٌ تَامَّةٌ بِصُحبةِ الأَخيارِ وَمُجالَسَةِ الصَّالِحينَ الأَبرارِ. وَكُن شَديدَ الحِرصِ علَى طَلبِ شَيخٍ صَالِحٍ مُرشِدٍ نَاصِحٍ، عَارِفٍ بِالشَّريعَةِ، سَالِكٍ لِلطَرِيقَةِ، ذَائِقٍ لِلحَقِيقَةِ، كَامِلِ العَقلِ وَاسِعِ الصَّدرِ، حَسَنِ السِّيَاسَةِ عاَرِفٍ بِطبَقاتِ النَّاسِ مُمَيِّزٍ بَينَ غَرائِزِهِم وَفِطَرِهِم وَأَحوَالِهِم. فَإِن ظَفِرتَ بِهِ فَألقِ نَفسَكَ عَليهِ وَحَكِّمهُ في جمَيعِ أُمورِكَ وَارجِع إِلى رَأيِهِ وَمَشُورَتِهِ في كُلِّ شَأنِكَ وَاقتَدِ بِهِ في جَميعِ أَفعَالِهِ وَأَقوَالِهِ إِلاَّ فِيمَا يَكونُ خَاصّاً مِنها بِمَرتَبةِ المَشيَخَةِ، كَمُخالَطَةِ النَّاسِ وَمُداَرَاتِهم وَدَعوَةِ القَريبِ والبَعيدِ إَلى الله وَمَا أَشبَهَ ذَلكَ فَتُسَلِّمُهُ لَهُ، وَلا تَعتَرِض عَليهِ في شَيءٍ مِن أَحوَالِهِ لا ظَاهِراً ولا بَاطِناً وَإِن وَقَعَ في قَلبِكَ شيءٌ مِنَ الخَواطِرِ في جِهَتِهِ فاجتَهِد في نَفْيِهِ عَنكَ فَإِن لَم يَنتَفِ فَحَدِّث بِه الشَّيخَ لِيُـعَرِّفَكَ وَجهَ الخَلاصِ مِنهُ، وَكَذلِكَ تُخبِرَهُ بِكُلِّ ما يَقَعُ لَكَ خُصوصاً فِيما يَتعَلَّقُ بِالطَّريقِ. وَاحذَر أَن تُطيعَهُ في العَلانِيَةِ وَحَيثُ تَعلَمُ أَنَّهُ يَطَّلِعُ عَليكَ وَتَعصِيهِ في السِّرِّ وَحَيثُ لا يَعلَمُ فَتَقعُ في الهَلاكِ. وَلا تَجتَمِعَ بِأَحدٍ مِنَ المَشايِخِ المُتَظاهِرينَ بِالتَّسلِيكِ إِلاَّ عَن إِذنِهِ، فَإِن أَذِنَ لَكَ فاحفَظ قَلبَكَ وَاجتَمِع بَمَن أَرَدتَ وَإِن لمَ يَأذَن لَكَ فَاعلَم أَنَّهُ قَد آثَرَ مَصَلَحَتَكَ فَلا تَتَّهِمَهُ وَتَظُنَّ بِهِ الحَسدَ وَالغَيرَةَ، مَعَاذَ الله أَن يَصدُرَ عَن أَهلِ الله وَخاصَّتِهِ مِثلُ ذَلِكَ. وَاحذَر مِن مُطالَبَةِ الشَّيخِ بِالكَرَامَاتِ وَالمُكَاشَفَةِ بِخَوَاطِرِكَ فَإِنَّ الغَيبَ لا يَعلَمُهُ إِلاَّ الله، وَغَايَةُ الوَلِيِّ أَن يُطلِعَهُ اللهُ علَى بَعضِ الغيُوبِ في بَعضِ الأَحيان، وَرُبَّما دَخَلَ المُريدُ علَى شَيخِهِ يَطلُبُ مِنهُ أَن يُكاشِفَهُ بِخاطِرِهِ فَلا يُكاشِفَهُ وَهُوَ مُطَّلِعٌ عَليهِ وَمُكاشَفٌ بِهِ صِيَانَةً لِلسِرِّ وَسَتراً لِلحالِ فَإِنَّهُم رَضِيَ الله عَنهُم أَحرَصُ النَّاسِ علَى كِتمانِ الأَسرارِ وَأَبعَدُهُم عَنِ التَّظاهُرِ بِالكرَاماتِ والخَوارِقِ وَإِن مُكِّنُوا مِنها وَصُرِّفُوا فِيها. وَأكثَرُ الكرَاماتِ الوَاقِعَةِ مِنَ الأَولِيَاءِ وَقعَت بِدونَ اِختِيَارِهِم، وَكاَنوا إِذا ظَهرَ عَليهُم شَيءٌ مِن ذَلِكَ يُوصونَ مَن ظَهرَ لَهُ أَن لا يُحَدِّثَ بِهِ حَتَّى يَخرُجُوا مِنَ الدُّنيا، وَرُبَّما أَظهَرُوا مِنها شَيئاً اختِيَاراً لِمَصلحَةٍ تَزيدُ علَى مَصلَحةِ السِّترِ. وَاعلَم أَنَّ الشَيخَ الكَامِلَ هُوَ الذِّي يُفِيدُهُ بِهِمَّتِهِ وَفِعلهِ وَقَولِهِ وَيحَفَظُهُ في حُضورِهِ وَغَيبَتِهِ وَإِن كانَ المُريدُ بَعيداً عَن شَيخِهِ مِن حَيثُ المَكانُ، فَليَطلُب مِنهُ إِشارَةً كُلِّيَةً فِيما يَأتي مِن أَمرِهِ وَيترُكُ. وَأَضرُّ شَيءٌ عَلى المُريدِ تَغَيُّرِ قَلبَ شَيخِهِ عَليهِ وَلَو اجتَمعَ علَى إصلاحِهِ بَعدَ ذَلِكَ مَشايخُ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ لمَ يَستَطيعُوهُ إِلاَّ أَن يَرضَى عَنهُ شَيخُهُ. وَاعلَم أَنَّهُ يَنبَغي لِلمُريدِ الذَّي يَطُلبُ شَيخاً أَن لا يُحَكِّمَ في نَفسِهِ كُلَّ مَن يُذكَرُ بِالمَشيَخَةِ وَتَسلِيكِ المُريدينَ حَتَّى يَعرِفَ أَهلِيَّتَهُ وَيَجتمِعَ عَليهِ قَلبُهُ، وَكذَلِكَ لا يَنبَغي للِشَيخِ إِذا جاءَ المُريدُ يَطلُبُ الطَّرِيقَ أَن يَسمَحَ لَهُ بِها مِن قَبلِ أَن يَختَبِر صِدقَهُ في طَلَبِهِ، وَشِدَّةِ تَعَطُّشِهِ إِلى مَن يَدُلُّهُ علَى رَبِّهِ. وَهذَا كُلُّهُ في شَيخِ التَّحكِيمِ، وَقَد شَرَطُوا عَلى المُريدِ أَن يَكونَ مَعهُ كَالَمِّيتِ بَينَ يَدَيِّ الغَاسِلِ وَكالطِّفلِ مَعَ أُمَّهِ، وَلا يَجرِي هَذا في شَيخِ التَّبَرُّكِ، وَمَهمَا كَانَ قَصدُ المُريدِ التَّبَرُّكَ دُونَ التَّحكِيمِ فَكُلَّما أَكثَرَ مِن لِقاءِ المَشايِخِ وَزِيارَتِهم وَالتَّبرُّكَ بِهم كَان أَحسَنَ. وَإذا لَم يَجِدِ المُريدُ شَيخاً فَعَليهِ بِمُلازَمَةِ الجِدِّ وَالاجتِهادِ مَعَ كَمالِ الصِّدقِ في الاِلتِجاءِ إِلى الله وَالاِفتِقارِ إِليهِ في أَن يُقَيِّضَ لَهُ مَنْ يُرشِدُهُ، فَسَوفَ يُجِيبُهُ مَن يُجِيبُ المُضطَرَّ، وَيَسُوقُ إِليهِ مَن يَأخُذُ بِيَدِهِ مِن عِبادِهِ. وَقَد يَحسِبُ بَعضُ المُريدينَ أَنَّهُ لا شَيخَ لَهُ فَتَجِدَهُ يَطلُبُ الشَّيخَ وَلَهُ شَيخٌ لَم يَرَهُ، يُرَبِّيهِ بِنَظَرِهِ وَيُرَاعيهِ بِعَينِ عِنايَتِهِ وَهُوَ لا يَشعُرُ، وَعِندَ التَـناصُفِ مَا ذَهبَ إِلاَّ الصِّدقُ، وَإِلاَّ فَالمَشايِخُ المُحَقِّقُونَ مَوجُودونَ، وَلكِن سُبحانَ مَن لَم يَجعلِ الدَّلِيلَ عَلى أَولِيَائِه إِلاَّ مِن حَيثُ الدَّليِلُ عَليهِ وَلمَ يُوصِل إِليهِم إِلاَّ مَن أَرادَ أَن يُوصِلَهُ إِليهِ. وَإِذا أَردتَ -أيُّها المُريدُ- مِن شَيخِكَ أَمراً أَو بَدا لَكَ أَن تَسأَلَهُ عَن شَيءٍ فَلا يَمنَعُكَ إِجلالِهِ وَالتَّأدُّبُ مَعَهُ عَن طَلَبِهِ مِنهُ وَسُؤَالِهِ عَنهُ، وَتَسأَلُهُ المَرَّةَ وَالمرَّتينِ وَالثَّلاثَ، فَلَيسَ السُّكوتُ عَنِ السُّؤاَلِ وَالطَّلبِ مِن حُسنِ الأَدَبِ، اللَّهُمَّ إِلاَّ أَن يُشيرَ عَليكَ الشَّيخُ بِالسِّكوتِ وَيَأمُرَكَ بِتَركِ السُّؤالِ، فَعِندَ ذَلكَ يَجِبُ عَليكَ اِمتِثالُهُ. وَإِذا مَنعَكَ الشَّيخُ عَن أَمرٍ أَو قَدَّمَ عَليكَ أَحداً فَإِيَّاكَ أَن تَتَّهِمَهُ، وَلْتَكُن مُعتَقِداً أَنَّهُ قَد فَعَلَ مَا هُوَ الأَنفَعُ وَالأَحسنُ لَكَ، وَإذا وَقَع مِنكَ ذَنبٌ وَوَجدَ عَليكَ الشَّيخُ بِسَبَبِهِ فَبادِر بِالاِعتِذارِ إِليهِ مِن ذَنبِكَ حَتَّى يَرضَى عَنكَ. وَإِذا أَنكَرتَ قَلبَ الشَّيخِ عَليكَ كَأَن فَقَدتَ مِنهُ بِشراً كُنتَ تَأَلَفُهُ أَو نَحوَ ذَلكَ، فَحَدِّثهُ بِما وَقعَ لَكَ مِن تَخَوُّفِكَ تَغَـيُّرَ قَلبِهِ عَليكَ فَلـَعلَّهُ تَغَـيَّرَ عَليكَ لِشيءٍ أَحدَثتَهُ فَتَتُوبَ عَنهُ، أَو لَعَلَّ الذِّي تَوَهَّمتَهُ لَم يَكُن عِندَ الشَّيخِ وَأَلقاهُ الشَّيطانُ إِليكَ لِيَـسُوءَكَ بِهِ، فَإِذا عَرَفتَ أَنَّ الشَّيخَ رَاضٍ عَنكَ سَكَنَ قَلبُكَ بِخلافِ مَا إِذا لَم تُحَدِّثهُ وَسَكَتَّ بِمَعرِفةٍ منِكَ بِسلامةِ جِهَتِكَ. وَإِذا رَأيتَ المُريدَ ممُتَـلِئاً بِتَعظِيمِ شَيخِهِ وَإِجلالِهِ مُجتَمِعاً بِظاهِرِهِ وَبَاطِنهِ عَلى اِعتِقادِهِ وَامتِثالِهِ وَالتَّأَدُّبِ بِآدابِهِ فَلا بُدَّ أَن يَرِثَ سِرَّهُ أَو شَيئاً مِنهُ إِن بَقِيَ بَعدَهُ. (اللَّهُمَّ) رَبَّنا لَكَ الحَمدُ حمداً كَثيراً طَيِّباً مُبارَكاً فِيهِ كمَا يَنبَغي لِجَلالِ وَجهِكَ وَعَظيمِ سُلطانِك (سُبحانَكَ لاَ عِلمَ لَنا إِلاَّ ما عَلَّمتَنا إِنَّكَ أَنتَ العَليمُ الحَكيمُ). (لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنتَ سُبحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ). اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه
| |
|
الباقر الشريف
عدد المساهمات : 3 نقاط : 7 طيبة الشيخ عبدالباقى : 0 تاريخ التسجيل : 31/10/2012
| موضوع: رد: المُريدُ وَمُجالَسَةِ الصَّالِحينَ الأَبرارِ الأربعاء أكتوبر 31, 2012 1:57 pm | |
| الكون خابرنـا نقدل فوق ابوعاقله حبرنــا
الصافي تِبرنـا باع الغير مابزكِّي شِبرنــا
لو هجنا وفُرنـا ميّة ألف يوزنها نفرنــــا
أول وآخرنــا الشيخ عبد الله اليهو دخرنـا [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة] | |
|